هناك
من يقول ان الاسلام اهمل المرأة ولم يجعل لها سوى نصيباً ضئيلاً في
المجتمع ، ويتحجج على مقولته بحجج واهية ومردودة ، لا يسع المقام لبيانها
والرد عليها .
ولكن نقول : إن من يتبنى هذا الرأي اما مخطئ أو متوهم ولم يفهم الاسلام
فهماً صحيحاً ، أو أنه جاهل يجهل احكام الاسلام وتشريعاته وغاياتها جهلاً
مركباً ، أو أنه مغالط يبتغي التشويش على الاذهان ، والتشويه للحقائق .
فالإسلام اهتم بالمرأة قبل ولادتها بتحذير الرجال وتنبيههم الى ضرورة
اختيار المرأة الطاهرة العفيفة لكي تكون الوعاء النظيف لنمو الولد أو
البنت وينشئان نشأة صالحة ، ثم جعل قواعد واسس للتعامل مع البنت داخل
المنزل وكيفية تحصينها من الانحراف وحفظها من الانجراف ، مثل ضرورة حفظ
كرامتها وعدم اهانتها ، بل حث الاسلام على تقديم تكريم البنت على الولد
الذكر في الهدية ، فعن ابن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) :
" من دخل السوق فاشترى تحفه فحملها إلى عياله ، كان كحامل صدقة إلى قوم
محاويج: وليبدأ بالاناث قبل الذكور ، فانه من فرّح ابنة ، فكأنما أعتق
رقبة من ولد إسماعيل "(1)
وكذلك حث النبي الأكرم الأئمة المعصومون (صلوات الله عليهم أجمعين) على
ضرورة تربية البنت والاهتمام بها والتلطف معها واكرامها والاحسان اليها :
فعن جارود قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن لي بنات، فقال:
" لعلك تتمنى موتهن ، أما إنك إن تمنيت موتهن فمتنَ ، لم تؤجر ، ولقيت الله عزوجل يوم تلقاه وأنت عاص "(2)
وعن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
" نعم الولد البنات ، ملطفات مجهزات مؤنسات مباركات مفليات "»(3)
وعن الجارود بن المنذر قال: قال لي أبوعبدالله (عليه السلام):
" بلغني أنه ولد لك ابنة فتسخطها ، وما عليك منها، ريحانة تشمها ، وقد
كفيت رزقها ، و(قد) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أباً بنات